Wednesday, February 18, 2009

صبــاح مريــم



تستيقظ من نومها ..تبقى ممدة على السرير مفتوحة العينين تتأمل اللاشيئ ..تجول بنظرها في الغرفة كأنها تحاول استيعاب من هي ..واين ..وماذا يحدث ..
تبدأ في الادراك ..آه نعم ..أنا مريم ..عمري 30 ..أعيش مع أبي وأمي ..و..وماذا أيضا ..آه ..أنا اعمل ..ولي أصدقاء ..و. ..ووحيدة
عند بلوغ هذه النقطة تحديدا ..تقفزمريم من سريرها كالعادة محاولة طرد احساس سيئ انتابها ..قررت مريم منذ زمن ليس بقليل أن لا تسمح لأي مشاعر سلبية بالسيطرة عليها
في السابق كانت مريم اذا فرحت فكأن كلمة الحزن حذفت من قاموس الحياة ..فهي تفرح كما لو أن الاحزان لم تزرها يوما
وإذا حزنت ..فكأنها لم تعرف الفرحة من قبل قط
أما الآن فهي لا تفرح ولا تحزن ...ليست سعيدة ..ولكنها أيضا ليست تعيسة ..لم تعد عيناها تعرفان الدموع بمعناها التقليدي ..فدموعها اليوم لا تتعدى كونها لمعة عابره ..وكذا أضحت ضحكتها ..مجرد ابتسامة تحمل شبح ضحكات الماضي
ربما أصبحت مريم اليوم أكثر نضجا من ذي قبل ..فهي على الرغم من كل الأحاسيس المختلفة الغريبة التي تعتريها ..الا انها تشعر بسلام داخلي لم تعهده في نفسها

اعتادت مريم كل صباح وفور استيقاظها أن تذكر نفسها بمن تكون في كلمات مقتضبة ..فلسبب ما لا تعلمه تمر اللحظات التي تلي استيقاظها مباشرة عليها وكأنها لحظات هاربة من الزمن ..لحظات تفقد فيها الإدراك تماما
تخشى مريم دوما أن تنجح هذه اللحظات في ان تسرقها من واقعها ..فتسافر معها ناسية اومتناسية كل ما مضى

تفتح الشباك لتسمح لأشعة الشمس الدافئة في صباح يوم بارد بالتسلل الى غرفتها حاملة معها نسمات الصباح الباكر
احساس الماء الدافئ ..فنجان القهوة ..رائحة بخور الفانيليا ..صلاة بإخلاص ودعاء من القلب بأن يحفظ الله من تحبهم ويحميهم من الشرور ..تكوَن هذه الأشياء مجتمعة صباح مريم .

تأخذ رشفات صغيرة متتابعة من فنجان قهوتها وهي تمسك بكتاب ( فارس النور) تضع فنجان القهوة جانبا وتغمض عينيها وتختار بعشوائية احدى الصفحات لتقرئها ..
اعتادت مريم أن تختار كتابا كل فترة يحوى حكما اوكما تفضل هي تسميتها ( علامات) تعطي روحها دفعة طاقة إيجابية تساعدها على الإستمرار
تغمض عينيها ..وتمسك بالكتاب ..تجعل الصفحات تركض وتركض بين يديها وتتوقف عند احدى الصفحات وتقرأ( العلامة) او حكمة اليوم ..
كل فارس نور قد شعر بالخوف من دخول معركة
كل فارس نور في وقت ما من الماضي قد كذب أو غرر بشخص ما
كل فارس نور قد سار في درب لم تكن دربه
كل فارس نور تألم لأكثر الأسباب سخفا
كل فارس نور قد اعتقد ولو لمرة واحدة على الأقل أنه لم يكن فارس نور
كل فارس نور قد أخفق في واجباته الروحية
كل فارس نور قال "نعم" عندما أراد قول "لا"
كل فارس نور قد آلم شخصا ما أحبه
ولهذا فهو فارس النور ...لأنه مر بكل هذا ومع ذلك لم يفقد الأمل إطلاقا من أن يكون أفضل مما هو عليه

تيتسم ....تغلق الكتاب وتستمع الى فيروز ... احدى ضروريات صباح مريم
لا تعتقد مريم أن هناك شيئا غنته فيروز لم تسمعه وتحفظه عن ظهر قلب ..
تستمتع مريم بجارة القمر وهي ترتدي ثيابها استعدادا للذهاب الى العمل ..
تتمايل على النغمات في هدوء بإبتسامة بسيطة
تتوالى الأغاني ...تغني فيروز

يا ريت أنت و أنا بالبيت
شى بيت أبعد بيت
ممحي ورا حدود العتم و الريح
و التلج نازل بالدنيي تجريح
يضيع طريقك ما تعود تفل
و تضل حدي تضل
و يزهر و يدبل ألف موسم فل
و تضل حدي تضل حدي تضل
و ما يضل بالقنديل نقطة زيت

تبتسم مريم ..
فكلمات الأغنية نكأت الجرح مرة أخرى ..

Sunday, February 08, 2009

الســــاحرة !


أكون سعيدة فقط عندما أفكر أن الله موجود ويصغي إلي...لكن ذلك لا يكفي للإستمرار في الحياة ..عندما يبدو كل شيئ بلا معنى .أنا أدعي سعادة لا أشعر بها .استر حزني لكي لا أقلق من يحبوني ويهتمون بأمري..مؤخرا فكرت في الانتحار....في الليل قبل أن اخلد الى النوم ..أطيل الحديث مع نفسي ..أصلي عسى أن تجلو هذه الفكرة عني ..إذ ستكون نكرانا وهروبا ..

تعلمت أن اتعذب في صمت ...

أما أنا فلا شريك لي لذلك أفضل تقبل وحدتي... إذا حاولت الفرار منها الآن فلن أجد شريكا ثانية وإذا تقبلتها بدل مواجهتها قد تتبدل الامور .
لاحظت أن الوحدة تزداد شدة عندما نحاول الوقوف أمامها وجها لوجه ولكنها تضعف عندما نتجاهلها ببساطة

هل التعلم هووضع الأشياء على الرف ..أم أنه التخلص من كل ما لم يعد مفيدا ومتابعة الحياة من ثم ونحن نشعر بأننا أخف ؟

إذا تحدثت مع الأخرين عن ما أعرف لن اكتشف أبدا ما أجهله

هذه ماهية الحياة لأشخاص مثلي ..نحن ندمر ذواتنا ونبنيها باستمرار ..كل مافي حياتي قد تبع النمط نفسه ..من مفقود إلى مولود ..

تحصل التغيرات فقط عندما نسير عكس ما تعودنا القيام به

ما تعطيه يرجع اليك ..مع أنه قد يأتيك أحيانا من المكان الذي لا تتوقعه أبدا
جائت هذه الكلمات على لسان" أثينا" او ساحرة بورتوبيللو كما اطلق عليها باولو كويلو في القصة
رأيت في "أثينا" روح حبيبتي ..جان دارك

أحببتها ..... أضائت بداخلي شيئ ما
!