Monday, June 21, 2010

رسالة لن تصل

يوم 10 اغسطس القادم تمر ثمانية أعوام على فقدي لصديق مازال ذكر اسمه يجعل قلبي ينتفض ..أعتقد أن ذكر اسم نفس الشخص قد يصيبك أنت أيضا سيدي بحالة مماثلة ان لم يكن أكثر

هو بالنسبة لي صديق مازال يزورني في أحلامي من حين لآخر لأخبره بأخر مستجدات حياتي منذ فارق الحياة ...قد أبكي على كتفه ...قد أضحك أحيانا ...وأخبره دائما كم أفتقده .أما بالنسبة لك فالذكريات أكثر ألما ...أنا على يقين

أردت سيدي أن أخبرك أن فقيدنا كان حاضرا بلأمس ...حاضرا بيني وبينك ...بيني وأنا أقف في صفوف المتظاهرين غضبا لمقتل خالد سعيد ..وبينك وأنت (نازل بنفسك) ميدان التحرير لتتأكد من أن "كله تمام " وأن الوضع "تحت السيطرة"

كلما نظرت الى صورة خالد "قبل الحادثة" أرى شبها غريبا بينه وبين فقيدنا ! كنت أود أن أعرف هل ترى نفس الشبه أما انها خيالاتي أنا فقط

لكن الأكيد ان صورة خالد " بعد الحادثة" تشبه صورة فقيدنا " بعد الحادثة" أيضا ! هذه ليست خيالات !

الفارق الوحيد البسيط ...أن فقيدنا " حادثته" كانت بسبب سيارة هبطت على رأسه من السماء في لحظة ! أما خالد " فحادثته" كانت بفعل رجال ينتمون لنفس الجهه التي تنتمي اليها!

فارق آخر تذكرته ....نحن تمكننا من دفن فقيدنا في اقل من 24 ساعة ! أما أم خالد فلم تتمكن من دفن فقيدها بعد أملا في أن تشريح جثته قد يعيد حقه ويقدم المسؤولين للمحاكمة !

سيدي ...مازال بقلبي الكثير من الاحترام لك ..ربما سببه وفاء لذكرى صديق لم ولن تعوضني عنه الايام ...كنت أتمنى أن تنظر مليا لصورة خالد " قبل وبعد" ربما يحرك فيك ذلك شيئا !...ربما شعرت بما تشعر بها الآن أم خالد ! ربما لم تكن لتسمح بقمع المتظاهرين بالأمس ! ربما قلت لرجالك " بلاش تضربوهم دول زي ولادي " ربما أيضا كنت أنضممت أنت ورجالك للمظاهرة ! وربما أستطعت منع ممارسات العنف والتعذيب في أقسام القاهرة! ربما يأتي يوم تسطيع أن تمنع فيه مثل هذه المماراسات في مصر كلها.... ربما تذكرته ....أقول ربما !