وقف تمسك في يدها علب دواء وهي تقول " خدي انتينال وسبازمو اميريز وبانادول خافض حرارة "
اين ذهبت السيدة مريم ؟ الم تكن العذراء هي من تزوروني في مثل هذه الاوقات ..وابدا لم تكن تخبرني باسماء الادوية التي يتوجب عليً اخذها كانت تكتفي باتسامة رائعة وتربيتة على موضع المي
من استبدل الام الحنون بهذه البني ادمه المملة !
الحمى اني اتألم اتألم حقا
كم كانت مصر جميلة فيما مضى اهدتني صديقتي الصغيرة الرائعة كتاب كتبته جدتها تحكي فيه عن حبها العظيم لزوجة ابيها الكتاب مليئ بالقيم والرقي واللغة المستخدمة ولا اروع اين ذهبت مصر ؟ أبحث عن شيئ مفقود
اسمه وطن ..
اني اتألم حقاً
بالتأكيد سبب الألم كم الأكل المرعب الذي اكلته في اليوم السابق ..فطار غدا عشا خارج المنزل والبلد مليئة بالأوبئة انفلونزا خنازير وانفلونزا طيور وطاعون وتايفود وخضار مروي بمياه المجاري ..بعض الناس لا تجد ما يسد جوعها وأنا آكل 3 مرات في يوم واحد خارج المنزل ...
الألم
ما يحكمشي ! ماهذه الاغنية الصفيقة التي ظهرت صبيحة يوم حوار جيمي المفتوح ! الم يكفيني ما تابعت من الحواروالذي أكد فيه جيمي بما لا يدع مجالا للشك ان مافيش مصريين عايزين يسافروا ! وكأن من أكلهم البحر وهم يحاولون الهرب كانوا يمارسون هواية الغرق ! نحن نعيش ازهى عصور الفوضى المنظمة بنظام ما يحكمشي !
يااا الله !!الألم غير محتمل
أكرهك لاني لا استطيع ان اسامحك ! أم اني لا استطيع ان أسامحك لأني اكرهك؟ كنت افخر بقدرتي الغير معقولة على العفو والغفران ..كيف يمكن لشخص ان يسامح شخصا اخرج من داخله اسوأ مافيه ؟
ان اسامحك هو شيئ فوق طاقتي وقدرتي وانت لا تستحقه وانا آسفة لنفسي... وكيف اعفو عن شخص لا اذكره
أنا بالفعل بالكاد اتذكر وجهك
ولا اذكر تفاصيل الملامح
حاولت مرارا ان اتذكر صوتك ..كلماتك ..أي شيئ عنك ..فشلت
حاولت أن اتألم لفقدانك ويأبى قلبي الا ان يسعد
كم اشعر أنك غريب عني ..وأني لا أعرفك ..بل وكأننا لم نتقابل من قبل
كيف يمكن ان تطوى السنين في لحظات
اندهش من ذاكرتي ومن مقدرتها الفائقة على نسيان مالا اريد تذكره
أنت حقا لا تخطر لي على بال الا اذا ذكرت أمامي
ومثلك لا يستحق الا ان يسقط من الذاكرة كما سقطت من النظر !
جسدي يصرخ من الحمى
اشعر انه يكرهني أو على افضل تقدير قرر ان ينفصل عني ولم ادعه في حاله فها أنا سممته ترى لو تحدث جسدي ماذا عساه ان يقول؟ سيصرخ ارحميني فارقيني .بالتأكيد !
كيف يمكن للألم أن يكون مؤلما الى هذا الحد ..
ما بين رحى الحياة تطحن حبات نفسي حتى تنسحق لم أعد شيئا متماسك ...فقط أشياء عدة لامتناهية الصغر منتشرة في كل مكان وكأني مبعثرة
ولكني اشعر بكم هائل من السلام النفسي ! اشعر انها هدية لي ليس لاحد فضل في ذلك
يا الله كم انت كريم بمنحي هذا الكم من السكينة والرضا
هذا حقا اكثر مما اريد واكثر مما استحق
ماذا اريد ؟ أنا لم أطلب منك شيئا يا الله مؤخرا ! كلما حددت مطالبي وتوجهت اليك اجدني اردد يا الله يالله
لم أعد اريد شيئا ..فقط رحمتك فارحمني ولتكن مشيئتك وليجري في حياتي ما تريده انت
لن أطلب مرة أخرى طلب بعينه فكم أنا غبية في تحديد ما اريد ! كثيرا ما طلبت اشياء ظننتها خيرا ولم تكن كذلك
الألم فوق الاحتمال اريد أن أناااااام
النوم ياااه اعتقد انه شيئ جميل حقا ان ينام الانسان ويتوقف مخه عن العمل او على الأقل يقل نشاطه
يؤلمني مخي لا يتوقف أبدا ويزداد نشاطه في اوقات النوم
أبي أمي أخوتي..أهلي ..أصدقائي ..ايماني ....وطني المفقود ..قلبي الموجوع...عملي ...كتبي ..أفكاري ...احساسي ..طموحي ..حلمي الضائع ..واقعي ... ..موسيقاي المفضلة ..الرقص ..العود ...الليل والفجر وأنا وأنا وأنا
وانت !
الساعة التاسعة ! بدأ اليوم الجديد ..يجب أن أذهب الى العمل ..ماذا قالت تلك التي زارتني ؟ نعم انتينال وسبازمو اميريز وبانادول خافض للحرارة ..أعتقد انهم سيفو بالغرض .