التاريخ : 1-1-2011
المكان : دوران شبرا
وقفت سيدة في العقد الخامس من العمر تبكي بحرقة صارخة (اهتف اهتف علىَ الصوت الكنيسة مش هتموت) ظلت ترددها بهستريا وبحماس تصاعدي تقشعر له الأبدان ..لم نتحمل أنا وصديقتي مريم الموقف ..بكت مريم بحرقة بينما حاولت أنا التماسك قدر المستطاع ...التفتت السيدة باتجاهنا قائلة بانفعال ودموعها تغطي وجهها (ماتعيطوش ..اهتفوا ماتعيطوش ..اهتفوا )
فلاش باك سريع ..شهداء نجع حمادي...مشهد قتل محمد الدرة ..مروة الشربيني ....فلاش باك ابعد ...هولوكوست...هيباتيا...بلال ..آل ياسر..جان دارك ...تتكاثر الصور وتتسارع حتى لما أعد قادرة على تمييز الوجوه .
كدت اخبر المرأة ان اسمي فاطمة ....واني فعليا لا تعنيني الكنيسة الا في كونها رمزا يمثل بشرا ..نعم ..فالأهم عندي البشر وليس الرموز ...
لم أرغب أن أخبرها اني واقعيا لا أحب الصليب..ليس لأسباب دينية ..أو تأثرا بخطاب تحريضي ..لم يتم تلويث عقلي وحشو نفسيتي بأي كراهية ..ببساطة لا أحب الصليب لأنه رمز للتعذيب ...وأنا ليس عندي قدرة على تحمل الألم سواء البدني أو النفسي ..لا ألمي ولا الآم الأخرين .
لكني وودت لو أخبرها أن في صدري صرخة ..وعلى طرف لساني آه كبيرة ...حرقتها موجعة ..والقهر الذي تشعر به يكاد يسحق قلبي ...لماذا يقتل انسان فقط لانه يؤمن بدين دون آخر ! او لا يؤمن بأي دين أصلا ! لما يالله يقتل البشر بعضهم بعضا باسمك ؟!
فلاش باك مرة أخرى ...وثني يقتل مسلم ...مسيحي يقتل وثني ...يهودي يقتل مسلم ...مسيحي يقتل يهودي ...مسلم يقتل مسيحي ..كلهم باسم الإله !
تركتها وابتعدت قليلا في محاولة يائسة مني للهرب من الالم ..واقول محاولة يائسة لان الالم كان محيطا بالمكان من كل الاتجاهات ..
وقفت بجوار سالي ..التي كانت تقف بدورها مع آخرين امام مجندي الأمن المركزي في محاولة منهم لمنعهم من تضييق الدائرة المحيطة بنا ..أخبرتني سالي أن مجند الأمن المركزي الذي يقف خلفها مباشرة قبطي ..نظرت باتجاهه كرد فعلي فوري ..لمحت وشم الصليب على يده ..ورأيت دموعه ..رآني هو ..اشاح بوجهه بعيدا عني وهو يهمس بكلمات لم اتبين منها غير "الواحد في النص ..مش عارف اعمل ايه " جاء صوت الضابط بغيضا غليظا من خلف المجند .." زق يا عسكري زق " صرخنا جمعيا " كفاية.. مافيش مكان " محاولين دفعهم حتى لا يضيقوا الدائرة حول المتظاهريين ...اخترق الصوت البغيض مرة اخرى اذني قائلا .." زق يا عسكري ..واضرب كمان "
في صباح اليوم التالي طالعتنا جريدة الأهرام الحكومية بمانشيت في الصفحة الأولى يشيد بمظاهرة شبرا مؤكدا على الوحدة الوطنية
انتهى
6 التعليقات:
لغايه امتي؟.
يااما النهارده يكون لنا وقفه ياما خلاص
لما يا الله يقتل البشر بعضهم بعضا باسمك
سيدتى الفاضلة... كتاباتك دائما تبكينى لانك صادقة تقبلى تحياتى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بعد الشر عنك من البكا
انا حاسة ان المصرى لسة مصرى يا فنون
بعد ما بصماته اتغيرت
بصماته كانت مناهضة الاستعمار
والتدين
والتمسك بارض مصر مهما المصايب مسكت فيها
دلوقتى بقت بصماته هى الكسل والشكوى و بس
انما انا بحس ان فيه وميض نور بيطلع من عينيه من فترة للتانية
بدليل ان احنا الحمد لله طلع ان لسة فبنا التماسك و اى حاجة بتحصل مبنسكتش وبنقف وقفة واتنين ونتحدى
يعنى كدة يعتبر الاحتلال الفكرى اللى هو اصعب من الاحتلال المادى ما اثرش فينا
لون الشمس
مش عارفه اوصلك ازاي
ياريت كانت معايا نمرتك عشان اتطمن عليكي
مع اني عارفه ان الشبكات مفصولة بس قلقانه عليكي اوووي
يارب تكوني بألف خير يارب
طمنيني عليكي اول ماتقري الكومنت
بالله عليكي
جميلة بس ابقى كبرى خطك
ياتري هتصدقيني
لو قولتلك اني فعلا حسيت كلامك
ياتري هتصدقيني
لو قولتلك اني متغاظ من كل واحد بيرفع سيف علي البشر بحجة انه بيدافع عن الله
ياتري هتصدقيني
لو قولتلك اني نفسي اهرب من جلدي و انفي نفسي تحت الأرض لوحدي
ياتري هتصدقيني
Post a Comment