انا في مكان غريب ...ضلمة ...لوحدي ...بيفكرني بمكان كنت فيه من زمااااااان اوي
بيفكرني برحم امي ....بس انا دلوقتي في رحم العالم ....انا في قبري
وشتان الفرق بين رحمك يا امي وبين القبر
بس فيه شبه ...هما الاتنين مضلمين ...هما الاتين هخرج منهم على دنيا تانية
يارب تكون الدنيا الجديدة احن عليا من الدنيا اللي طلعت من جواكي يا امي عليها
خرجت ...خايفة ...مستغربة ...مسكني راجل غريب وشقلبني في الهوا وضربني على ضهري
الظاهر كان بيقولي بطريقة غير مباشرة ..ان الحياة كلها شقلبة وضرب من الضهر
بس يظهر ماستوعبتش الدرس في وقتها ...
بكيت ..بكيت كتير اوي ...ما ادركتش سبب بكائي دا غير بعد كدا
لما بكيت وقتها لاقيت شخص حنين جدا اخدني في حضنه وعينيه اتملت دموع ...شخص بيقولو اسمه بابا
بابا دا طلع حاجة جميلة جدا ...انا حبيته اوي ...احيانا بعدها حسيت اني بحبه اكتر من ماما
مع اني طالعة من جواها هيا ...بس كل اللي بيشوفني بيقول عليا حتة منه ...وهوا كمان بيقول اني حتة منه
بابا دا احلى حاجة في الدنيا دي ...كويس اني جيت هنا عشان اشوفه
بس بابا دا ماقعدتش معايا كتير ...مشي ...قالولي وقتها راح عند ربنا ...اتألمت كتير
...وافتكرت ضربة الدكتور على ضهري اول ماجيت الدنيا
وقولت دي تاني ضربه في الضهر اخدها في حياتي ...وماكنتش عارفه ان الضربات هتبقى كتير اوي
بعدها حياتي اتشقلبت ...زي الشقلبة اللي اتشقلبتها وانا عمري ثواني ...
عافرت في الدنيا كتير ...تعبت كتير ...اخدت ضربات كتير على ضهري
كل مرة كنت بقوم من جديد اقف على رجلي ...واكمل الحرب
وكتير قولت لبابا اللي مش معايا...ياريتك قولتلي قبل ماتمشي اني جيت غابة ....وياريتك علمتني ازاي اعيش مع الذئاب
احيانا كانت الدنيا بتضحك لي ...وكتير كنت بشوف الناس اللي حواليا وهمومهم واقول يااااه الحمد لله
ربنا يجعل مشكلتي دي اكبر همومي ...
بس في اوقات تانية الدنيا كانت بتكشر ...اهي على كدا طول الوقت
...حبة فوق وحبة تحت
اول درس اخدته في الدنيا دي الشقلبة
اتعلمت اضحك ودموعي حيرانه في عيوني ...اتعلمت احمد ربنا في الهم قبل الفرح
سابتني ماما بردو في نص الطريق
....وفي الطريق قابلت ناس وفارقت ناس
حبيت ناس وكرهت ناس
ناس قلوبهم صافية وبيضا واقرب لانها تكون شفافة
وناس قلوبهم سودا واقسى من الحجر
حسيت كتير اني نملة في وسط قطيع نمل ....حاولت اخرج من القطيع دا ....بس عرفت اني حتى لو كنت نملة كبيرة ...لوحدي مش هقدر اكمل من غير حد معايا
واتعلمت كمان اني لو كنت صخرة كبيرة او كنت ذرة رمل ...مش فارقة كتير ...لان الاتنين بيغرقوا في البحر
بحر الحياة
من لحظات قليلة كنت قاعدة لوحدي تماما ...بتأمل حياتي ...بصيت في المراية وشفت شعري اللي شاب ووقع
وشفت عجزي ...وشفت خطوط الزمن اللي اترسمت على وشي ...ياااااااااه
الرحلة كانت طويلة ...كنت مستنية النهاية بقالي كتير ....
كنت مستنية الاقي كنز في اخر الرحلة على غرار افلام الكرتون ومالاقيتش حاجة
بس اكتشفت ان الكنز الحقيقي كان في الرحلة نفسها
كلنا بدأنا رحلة الحياة بالبكاء
يمكن في خلال الرحلة بيتضح لنا بعض اسباب بكائنا
بس مش هنشوف الصورة كاملة الا في اخر لقطة من لقطات حياتنا
انا دلوقتي في رحم العالم ...وهتولد في دنيا تانية ...اتمنى انها تكون احلى ....انا استعدت للدنيا التانية دي كويس
على الاقل كان عندي فرصة استعدلها ...مش هتفاجئ زي المرة اللي فاتت على ما اظن
2 التعليقات:
سبحان الذى قال فى محكم التنزيل (( هو الذى خلقكم من تراب , ثم من نطفة , ثم من علقة , ثم يُخرجكم طفلا , ثم لتبلغوا أشدكم , ثم لتكونوا شيوخـا..الايه ))
فسبحان الله العظيــم
فإنما هى حياتنا تمر أمام أعيننا
نقتلها بأيدينا , ونحييها بأيدينا
فقال تعالى (( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا , ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ..الايه ))
والقتل والحياة فى الايه لا يشمل فقط المعنى المادى بل أيضا المعنى الأدبى والمعنوى
وعلى الانسان أولا أن يحيى قلبه ولا يقتلها فتقتله
ان الحال بالحال يُعــرف
السلام عليكم
:)
جميل ردك
دا من اكتر المواضيع اللي بحبها
حاسة اني شايفة نفسي بالظبط
لما كتبتها كنت حاسه اني فعلا في القبر
وبكيت كتير وانا بكتبها
شكرا على ردك
Post a Comment